الثلاثاء، 13 سبتمبر 2011

عبودية التقنية

Technology Slave thumb عبودية التقنية
قبل عدة أيام وبينما كنت جالسًا مع الأصدقاء في جلستنا المعتادة اليومية، بدأنا بتذكر حياتنا في المدرسة والإجازات قبل أن يكون هناك انترنت وحتى هواتف نقالة ، وكنا نتذكر كيف كانت تلك الأيام جميلة بالنسبة لنا ، ففي تلك الفترة من عمرنا كنا نستمتع بأوقاتنا من خلال التعرض لمواقف مضحكة أو مواقف فيها نوع من الجرأة والتي لا تحدث إلا في سن المراهقة.
وعند تذكرنا لتلك الأيام الجميلة كنت أتمنى أن تعود تلك الأيام مرة أخرى لنعيشها من جديد ، فالمتعة والفائدة للأسف ارتبطت الآن بكل ما هو تقني ، صغارًا وكبارًا تجدهم متعلقين بالتقنية وأجهزتها المختلفة ، أما في السابق فالحياة تسير بشكل بسيط وتجد أن الحياة الاجتماعية أفضل.
أما الآن فصرنا نعاني من عبودية تقنية ، لا نستطيع أن نفترق عن هواتفنا و أجهزة الكمبيوتر و الايباد وألعاب الكمبيوتر ، فالصغار مشغولون بأجهزة البلاك بيري والأنترنت ، والشباب كذلك نجدهم ما بين الانترنت و الأجهزة اللوحية ، أصبحت التقنية جزءًا من حياتنا اليومية، وتحولت مع الوقت إلى عبودية مطلقة لها لا نستطيع أن نتخلى عنها ، انظروا لحالنا عندما نقوم بتبادل التهاني والتبريكات في المناسبات أصبحنا نستخدم الهواتف والبريد الإلكتروني في إيصال التبريكات ولم نعد نستخدم حتى المكالمة الصوتية لأداء الواجب الاجتماعي ، أتذكر خلال سفري لمدينة أبوظبي قبل عدة أسابيع كيف شعرت بالانقطاع عن العالم لأني لم أتصفح تويتر بالطريقة المعتادة ، فرغم ذهابي لمدة يومين مع زوجتي واطفالي للترفيه؛ إلا أن شعور “النقص التقني” لازمني طوال اليومين.
لتعرف مدى إصابتك بهذه العبودية جرب أن تنقطع عن الانترنت لمدة يومين أو ثلاثة أيام ، أو جرب أن لا تستخدم جوالك لفترة طويلة ستجد نفسك لا تستطيع القيام بذلك ، حتى أن البعض منا لو فقد هاتفه لمدة دقيقة أو دقيقتين تجده مثل المجنون يبحث عنه ويطلب ممن حوله بالاتصال على هاتفه لمعرفه أين وضعه.
قد يقول قائل إن هذه العبودية لها محاسن من خلال تسهيل أمور الناس في عملية التواصل وتسهيل الأعمال وجعل العالم قرية صغيرة ، هذا الكلام صحيح ولا أحد يستطيع إنكاره. ولكن للأسف كان الثمن باهظًا من وجهة نظري ، فحياتنا تغيرت إلى حياة إلكترونية بحتة ولا نستطيع أن نفترق عن ما نملك من أجهزة وهواتف …إلخ، ولم تكتفِ التقنية بتغيير حياتنا، ولكن أثرت بشكل كبير على صحتنا و حياتنا الاجتماعية كما ذكرت.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه ما الحل؟ الحل من وجهة نظري هو أن نحاول السيطرة على هذا الانحياز للجانب التقني وأن نقوم بعمل موازنة بين حياتنا الاجتماعية واستخدامنا للتقنية ، وهذا يتطلب جهدًا كبيرًا من الناحية الشخصية ومن الناحية الاجتماعية. ولكني أعتقد أنه من الواجب أن نربي أبنائنا على تحقيق هذه الموازنة، فالجيل القادم ستدخل التقنية في جميع أمور حياته ويحتاج لتوجيه بين ما هو مهم وما هو ضار ، يجب أن نعلمهم أن بعض الأشياء لا تحتاج للتقنية للقيام بها مثل التواصل الاجتماعي وصلة الرحم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق