الجمعة، 12 أغسطس 2011

تراجع المشاريع العربية على الإنترنت

تتأكد أهمية الإنترنت اليوم من هذا التأثير العالمي والتغييرات التي يحدثها والتي قد تكون جذرية في بعض الأحيانولا نحتاج لبذل الكثير من الجهد لاكتشاف سيطرة الإنجليزية على هذا المجالوفي ظل هذه السيطرة الغربية نجد محاولات فردية عربية بعضها ابتكاري والبعض لا يعدو كونه إعادة اختصار للروابط.والمشكلة التي تواجهها المشاريع العربية (المواقع وتطبيقات الويبهو أن غالبيتها يتوقف بعد سنة من انطلاقها ويبدأ تراجعها بعد شهر من الاحتفاء بها. من هنا تبرز أهمية فهم أسباب تراجع المشاريع على الإنترنت لمعرفة كيفية مواجهتها بالإضافة طبعًا لأهمية إدراك أسباب النجاح
1307856270 idea by kaela16 d2gg0ob تراجع المشاريع العربية على الإنترنت
بعد عدة استخدامات وتجارب لكثير من هذه المشاريع ورصد حركة تطورها وتراجعها، وجدت أن لب المشكلة يكمن في مرحلتي التخطيط والتحليل: Planning & Analyzing. فمشاريعنا -غالبًالا تفتقر لاحترافية البرمجة والتنفيذ بقدر افتقارها لجودة الفكرة وقابليتها للتطور، بالإضافة لعدم مراعاة هذه المشاريع لنواح عديدة تتعلق بالبيئة المستهدفةوهذا كله يمكن التغلب عليه لو أعطيت المرحلتين السابقتين حقهما من الوقت والجهد.

أخطاء تتعلق بالفكرة

سر نجاح أي عمل يكمن في فكرته، ولنجاح الفكرة إما أن تكون مبتكرة وإما أن تطور فكرة موجودة أصلًا، وفي الحالتين لا بد من دراسة عوامل أخرى لإنجاح هذه الفكرةمثلًا، من غير المعقول أن نتخيل أن اختراع جهاز تكييف متنقل سيناسب سكان القطب الشماليالفكرة مبتكرة فعلًا لكن الظروف التي وضعت فيها لم تؤهلها للنجاحلنعد لعالم الإنترنت ونتصفح المفضلة والمواقع التي اخترنا لها وسم :مواقع مميزة، ولنأخذ مثلًا موقع كتويتر، -بما أنه أكثر المواقع التي أهتم بها وبالتالي أستطيع الحديث عنهابدأ تويتر بإمكانيات متواضعة مقارنة بما وصل إليه الآن، لكنه نجح لأنه بفكرةهل لنجاحه أسباب أخرى؟ بالطبع هناك عدة أسباب لكن وبالتدقيق فيها سنلاحظ أنها أسباب جاءت لتدعمه ولم يطلبها بنفسه، فمثلًا لم يصرح مؤسسو تويتر أنهم يريدون عددًا هائلًا من المستخدمين وإنما جاء هؤلاء المستخدمين نتيجةً لنجاح فكرته، هذه الفكرة التي استطاعت التفاعل معهم (سأتحدث عن هذا في نقطة التطوروهؤلاء المستخدمين بتفاعلهم صنعوا سمعة جيدة خدمت الموقع وساهمت في دفع عجلته للأمام خطوات لم تكن متوقعة.
هناك أيضًا قضية تتعلق بالفكرة وهي تغير الحاجة للتقنية، سأضرب مثالًا شخصيًا لتوضيح كلامي، قبل سنتين كنت أكتفي بإضافة Xmarks لتنظيم ومزامنة المفضلة وكنت أستغرب من نجاح الشبكات الاجتماعية المهتمة بالروابط كديليشيز؛ إذ لا أرى منها أي فائدةوعندما قررت تجربة أحدها، اتسعت اهتماماتي وكثرت الروابط التي أحتاجها وكثر معها التصنيف وأصبحت أحتاج لاستخدام الوسوم التي لم أكن من قبل أجد لها أدنى فائدة أيضًاوهكذا نجد أن هذه النقطة من أهم ما ينبغي التنبه إليه من قبل المطورين وتوظيفه لخدمة أفكارهمنحن لا نحتاج شيئًا لم نجربه بعدوهكذا ينبغي عدم إهمال أية فكرة لمجرد أن المستخدم الحالي قد لا يحتاجها.
قريبًا من الفقر في الأفكار، هناك مسألة التعريب التي ظهرت كمطلب من فئة كبيرة من المستخدمين والتي ينقاد لها بعض المطورين فيصنعون تعريبًا لموقع عالمي، هذا التعريب ما هو إلا إعادة صياغة للموقع الأجنبي لتمكين خاصية الكتابة من اليمين، فهل اتجاه الكتابة سيسبب وحده فشل الموقع أو نجاحه؟ بالطبع لا، ولكم أن تتصفحوا المواقع الناجحة وتروا قلة اللغات التي تدعمها أو حتى توفر واجهتها بهامالذي نحتاجه إذًا؟ في مسألة التعريب، نحن بحاجة لفكرة عربية وليس موقعًا يسمح لنا بالكتابة والقراءة من اليمين لليساروهذه النقطة بالتحديد تفتح مجالًا أمامنا لتبني وإنشاء تطبيقات تستهدف احتياجات المستخدم العربي على وجه الخصوص بدل هذا الاتجاه الموحد والذي يذوب معه الفرد.
لاستكشاف أفكار مبدعة أنت بحاجة لـ:
  • متابعة التقنية ومستجداتها من خلال المدونات، المواقع، والمجلات المختصة.
  • تجربة جديد التطبيقات واكتساب مهارة النقد وطرح الأسئلةماذا لو أضفنا هذه الخاصية؟ مالذي ينقص هذه الخدمة؟
  • الاندماج في مجتمعات المطورين والمصممين سواء كان على الواقع الملموس أو بالشبكات الاجتماعية المختصة مثلWorkomotion وForrst
بالإضافة لتوسيع مداركك واهتماماتك، فأبسط مواقف الحياة وتجاربها قد تصلح فكرة لموقع ناجح.

تشتت الجهود

هذه النقطة واجهتني في مجالينالأول الكتب الإلكترونية، الثانيالتعريب التقنيإذ توجد الكثير من المبادرات في المجالين، ورغم أهمية هذا التعدد إلا أنه يظل مكررًا للفكرة والخصائص نفسها وبطريقة ترهق المستخدم الذي يظل يطارد الجديد من هذه المواقع ويجرب الكثير وفي النهاية يكتشف أنها الشيء نفسه.ليست هذه المشكلة الوحيدة في مثل هذه المواقع بل المشكلة أنها تمتلك أفكارًا وأهدافًا مهمة ومن السيء توقفها بعد فترة لأنها لا تجيد المنافسة، الأولى مع مثل هذه الأفكار هو تضافر الجهود والبحث عن جهة رسمية راعية تقدم الفكرة بجودة أعلى وتضمن استمراريتها.
spacer تراجع المشاريع العربية على الإنترنت SuperStock 4157R 1781 thumb تراجع المشاريع العربية على الإنترنت

العمل الفردي

أذكر أني قرأت قديمًا نصائحًا عن اختيار خادم لاستضافة المواقع، وكان الكاتب يحكي عن تجربته التي تعلم منها ألا يتعامل مع شركة هي في الأصل عبارة عن مجرد شخص واحد، فبمجرد أن تكثر عليه التزامات الحياة سينسى كل شيء ويضيع موقعكولتوظيف هذه النقطة في موضوعنا ينبغي التنبه لقوة العمل الجماعي؛ إذ من الضروري إيجاد فريق عمل، كل فرد فيه يبرع في ناحية معينة، ومن المهم أيضًا الاتفاق على طريقة إدارة وتقسيم العملوليس من الضروري طبعًا أن يكون جميع أعضاء الفريق أصدقاء وإنما ينبغي استهداف الكفاءة والجدية.

محدودية الاستهداف

رغم الحاجة لمشاريع عربية المنشأ والهدف، تبقى هناك حاجة ملحة لعالمية الطرح، لنعد لتويتر هل كان سينجح لو أنه كان عربيًا؟ أسباب كثيرة تحول دون النجاح هنا أقلها أن المستخدم العربي لا يرضى بتحديد كلامه وتقليصه لمجرد 140 حرفًألكن مع عالمية الطرح وتغلغل الموقع في اهتمامات الناس من مختلف الجنسيات، أصبحنا نجد قبولًا واسعًا للموقع في الوسط العربيفعندما تستهدف العالم بمشروعك فأنت تستهدف نطاقًا كبيرًا جدًا مستعدًا لدعمك أكثر ولخوض تجربة مميزة مع مشروعكولعل من المفارقات في هذا المجال أنا نتعرف على كثير من المشاريع العربية من خلال إعلان المواقع الأجنبية عنها.

عدم التطوير

أهمية تطوير الموقع لا تقل عن أهمية إنشائه، بمعنى أنه لا فائدة من وجود موقع غير قابل للتطويرهناك مشاريع تحمل أفكارًا مبدعة، لكننا نتصفحها بعد مدة لنجد صفحة تخبرنا بانتهاء فترة الاستضافة ومعها نفهم انتهاء فترة حياة الموقع. مالسبب؟ السبب أنها وقفت عاجزة عن متابعة هذا النجاح واكتفت بفكرتهاهي ببساطة لم تتطور، لم تغير بعض أفكارها السابقة، لم تضف مميزات جديدة.
كيف نحل هذه المشكلة؟ المستخدم هو الهدف من الموقع لهذا فهو يشكل جزءًا مهمًا من عملية تطويره، أخذ آراء المستخدمين من خلال الاستبيانات وإجراء التجارب هو ضرورة لا يهملها أي موقع ناجحكذلك طرح نسخ تجريبية على عدة أصناف من المستخدمين وأخذ انطباعاتهم سيكون مؤشرًا جيدًا لتوضيح الخلل منذ البداية.

التشتت في الخصائص

بعض المطورين تستهويهم فكرة التوسع، فيضيفون للموقع خدمات وخصائص كثيرة، شيئًا فشيئًا يضيع المستخدم بين هذه الخصائص وقد ينسى الهدف الرئيسي من تواجده في الموقعلذا ينبغي العناية بمسألة توحد خصائص الموقع بحيث تصب جميعًا في خدمة الهدف نفسه ولا تصبح كل خاصية فكرة بحد ذاتها.
App Store vs Android Market تراجع المشاريع العربية على الإنترنت

انقطاع الدعم من التطبيقات

هذا العصر يكاد يكون عصر تطبيقات الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، لهذا فمن الضروري جدًا فتح المجال أمام المطورين لإنشاء تطبيقات مبنية على موقعك أو أنشئها بنفسككذلك من المفيد ربط الموقع بعدة تطبيقات من شركات متعددةأي ينبغي العناية بمسألة العلاقات الاجتماعية التقنية” لزيادة فرصة ناجح مشروعكهذه النقطة تفيد حتى في مسألة الدعم الماليً للمطور.


وهكذا نجد أن المطور الناجح هو الذي لا يعتمد على البرمجة والتصميم فقط، بل يطور أدواته البحثية والمعرفية لاقتناص الفرص وتسخير الظروف. بهذا أنهي ما لدي من ملاحظات، ولا شك أن لبقية المستخدمين والقراء ملاحظات أخرى، بانتظار مشاركاتكم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق